أقدم أمس، حوالي 400 مواطن، من سكان حاسي مسعود من مختلف الأصناف العمرية على غلق مقر الدائرة الواقع وسط المدينة، قبل أن يتوجهوا في مسيرة حاشدة نحو مقر شركة سونطراك قاعدة الحياة 24 فيفري، وأغلقوها أمام العمال، مانعين دخول وخروج أي كان عبر ثلاثة منافذ، مما عطل حركة المرور وشل القاعدة المذكورة.
وقد رفض المحتجون مغادرة المكان مطالبين بحضور وزير الطاقة والوزير الأول عبد المالك سلال على خلفية التراكمات الحاصلة بعاصمة البترول، كما رفعوا عدة شعارات من بينها "نطالب برفع التجميد عن مدينة حاسي مسعود"و"ضرورة تخصص سكنات للخروج من أزمة السكن"، بينما ظلت مصالح الشرطة ترافق المحتجين أثناء المسيرة إلى غاية وصولهم إلى قاعدة الحياة التي تضم مئات العمال.
حالة الوضع المتشنج الذي صاحبته صيحات تنادي برفع الغبن عن السكان، تسببت في شل ذات الشركة وتكبدها خسائر، نظرا لتعطل نشاط الشركة وفروعها، فضلا عن عدم تمكن عمال الشركات الأجنبية من العودة إلى قاعدة الحياة، بمن فيهم عمال منطقة تقنتورين، الذين يبيتون في نفس القاعدة منذ حادثة الاعتداء الإرهابي على المجمع الغازي إن امناس، كون قاعدة حاسي مسعود الأقرب ومؤمنة.
شارك في هذه المسيرة التي حضرتها "الشروق" عدد كبير من الشباب وممثلو عائلة مؤسس عاصمة النفط روابح مسعود، علما أن هذه الاحتجاجات تعد الثانية من نوعها في أقل من 10 أيام، بسبب ما وصفه المحتجون بعدم وفاء السلطات المحلية والمركزية بوعودها الواردة في محضر اللقاء الأخير المنعقد يوم 10 / 12 / 2014 بمقر دائرة حاسي مسعود ووقعه رئيس ذات الدائرة، بعد الاجتماع بممثلين المحتجين، ومضمونه المطالبة بإيفاد خلال أسبوع لجنة مشتركة مكونة من ممثلين عن الوزارات التالية الوزارة الأولى، الطاقة، الشغل، الداخلية والسكن، من أجل تبليغهم بالانشغالات المطروحة واطلاعهم على أوضاع المدينة.
يذكر أن المحتجين متمسكون بعدم مغادرة المكان ما لم يتم التكفل الجدي بمطالبهم واحتواء الوضع المتعفن خاصة بعد أن أعرب رئيس المجلس الشعبي البلدي عن موقفه المتمثل في رفض الحالة السيئة والتراكمات، التي تشهدها المدينة منذ تصنيفها سنة 2005 منطقة ذات أخطار كبرى ولا يسمح بأي انجاز فوقها إلا بإذن من الحكومة، على غرار ملف 4 آلاف سكن التي ظلت مجمدة، كما شدد هؤلاء على سوناطراك رفع يدها على ملف السكن المخصص لسكان المنطقة.
تعليقات
إرسال تعليق